كتابي ( المذهب الظاهري والمنطق )

واخيرا .. تطأ قدمي ارض موقع ( امازون ) .. وها هو كتابي ” المذهب الظاهري والمنطق عند ابن حزم ) يجد له مكانا على منصة الموقع .. ممهدا الطريق لبقية كتبي التي ستأتي تباعا .. ان كان في العمر بقية .. وكل الاماني ان ينال اعجاب القراء .. انه يوم اخر بالنسبة لي .. نبذه حول الكتاب :
( هذا الكتاب .. محاولة استشراف افاق فلسفة عربية ضمن دائرة الفكر العربي الاسلامي ، بعيدا عن اثار الفلاسفة الرسميين ( الكندي – الفارابي – ابن رشد ) ، الممثلون الشرعيون ” للفلسفة “الموروثة من اليونان . من خلال الاهتمام بنوع آخر من المفكرين المسلمين لا ينتمون إلى ” الفلاسفة ” الرسميين ، أعني الفقهاء ، وقد ظهر هذا الاتجاه في بحث الفكر الإسلامي لأول مرة في العالم العربي . يبدو أن أول من نادي به الشيخ مصطفي عبد الرازق في كتابه “تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية ” ، وكان من أهم من تبعه في ذلك تلميذه الدكتور على سامي النشار في دراسة لنيل درجة الماجستير نشرت بعنوان “مناهج البحث عند مفكري الإسلام واكتشاف المنهج العلمي في العالم الإسلامي” .
هذا الاتجاه الأخير هو من الأهمية بحيث لا يجب أن يبقي ممثلا للأقليّة القليلة ضمن الدائرة الواسعة التي تشمل الباحثين في الفكر العربي الإسلامي الآن . وذلك أن فكر الفقهاء يعتمد أولا في مادته على تقاليد وأفكار هي في أصلها إسلامية ، وتنتمي حضاريا إلى المنطقة الجغرافية التي تغطي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا . وكذلك فهو يعتمد اللغة العربية كعنصر أساسي لا هامشي بالنسبة للفكر العربي . وعلى هذا فان من الضروري أن نري المدى الذي ذهب إليه هؤلاء المفكرون ، اعني الفقهاء ، في تفكيرهم في القانون الإسلامي وفي اللغة العربية ، وما هي الأدوات التي ارتأوا أنها ضرورية لهم من اجل فهم أفضل لموضوعاتهم .
إن أهمية الأندلس وشمال إفريقيا لا تقتصر على مجرد كونها طريقا لانتقال الفكر العربي الإسلامي لأوروبا ولا أكثر من ذلك . فالأندلس وشمال إفريقيا (أو الغرب الإسلامي) كان لهما دورا هاما في إحياء وتطوير الفكر الإسلامي ، سواء في بداية نشأة الفكر العربي في الغرب الإسلامي ، أو عندما ابتدأت الحياة الفكرية في المشرق الإسلامي في الغروب .
في دراستنا سنحاول أن نبدأ في سد بعض الثغرات في موضوع أصالة ونضج فكر الفقهاء ومدي ما قدمه الغرب الإسلامي للفكر العربي الإسلامي .. وقد اخترت لذلك مفكرا وفقهيا يعد في طليعة مفكري المغرب الإسلامي ألا وهو علي بن حزم (384- 456 هـ) وكان تركيزي حول عمله في حقل المنطق بوجه خاص . لقد كان على من اجل فهم دقيق وواضح لموقف ابن حزم أن ادرس إسهامات ابن حزم في هذا الميدان في سياق مذهبه الظاهري الفقهي الذي كان بلا شك ماثلا ومؤثرا في تفكير ابن حزم عندما كتب في المنطق .)

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *