كتابي ( ري الغليل في اخبار بني عبدالجليل )

كتاب ” ري الغليل في اخبار بني عبدالجليل ” للمؤلف محمد بن عبد الجليل سيف النصر . فرغ من تأليفه عام 1852 م .. في كتابه ” مؤرخون من ليبيا ” ، قدم الاستاذ على مصطفى المصراتي وهو من اوائل الذين اطلعوا على الكتاب ، وصفا موجزا .. قال فيه : ” يصنف الكتاب ضمن كتب السير والرحلات .. ضمنه المؤلف سجل لأحداث ووقائع تاريخية في ليبيا والبلاد العربية التي لجأ إليها ، وتجول بها ، ويحكي في أسلوب مثير مشاهداته في الصحراء الليبية ما بين أرض فزان وصحراء سيوه ، وريف مصر والقاهرة ، ومشاهداته في الحجاز وتونس والجزائر .. ينطلق وحيدا في فيافي الصحراء في رحلة شاقة وعسيرة .. حكى مشاهداته وصورها بدقة .. وقد كتب كتابه هذا بعد عشر سنوات من مصرع والده عام 1842 م .. ويقال ان القنصل الانجليزي في طرابلس استدعى عبدالجليل مبديا التفاهم معه .. ولكن هذه الرغبة كانت سرابا .. فقد كان القنصلان الفرنسي والانجليزي يتلاعبان بالحركات الشعبية في طرابلس ، ويستغلانها ابشع استغلال لتحطيم الدولة العثمانية ، وكان بين فرنسا وبريطانيا صراع على المنطقة .. ويظهر هذا مدعما بالوثائق والمراسلات لدارس حركات .. غومه .. عبدالجليل .. رغم ان الدوافع لهذه الحركات كانت بدافع وطني وإحساس شعبي .. لكن القناصل في خداعهم وتلاعبهم كانت لهم تدخلات وأصابع وادوار .. وهناك صور يحكيها عن العادات والتقاليد الشعبية في تلك الايام .. وتلك الانحاء .. وهي بجانب مواضيعها التاريخية ، ايضا بها جوانب ومواد ذات اهمية لدراسة المجتمع وظروفه وأحواله المعيشية والاجتماعية الحسنة منها والسيئة .. كتاب حافل بالوقائع التاريخية والصور الطريفة .. كما يصف انواع النباتات  والأشجار والحيوانات الاليفة والمتوحشة .. والطرق والمسالك والآكام .. ويهتم بوصف الاطلال والآثار .. يبدي انتباهه لتلك التماثيل والمباني والآثار الرومانية والإفريقية .. وهي اوصاف ودلائل تهم الدارسين والمنقبين وأهل الحفريات الاثرية والتاريخية .. تحديد اماكنها وإمكانية البحث عنها .. ان لم تمتد اليها يد السطو والنهب  .. ويتحدث عن نابليون بونابرت بلهفة وحسرة .. لا يشير اليه ويذكره إلا بكلمة المرحوم ، ويراه بطلا فوق التصور .. ولا عجب .. وقد كتب كتابه ليقرأه الفرنسيون المسؤولون اولا .. او لعله بإيعاز من بعض الدوائر الفرنسية ” .. خصص الاستاذ المصراتي حوالى 14 صفحة من كتابه للتعريف بالمؤلف ومضمون الكتاب .

      الكتاب منه نسخة وحيدة مخطوط بالمكتبة الوطنية بباريس .. وهي النسخة التي اعتمدنا تحقيقها .. كتبها المؤلف باللهجة العامية .. وبخط مرتبك في كثير من الاحيان .. وفي عملنا هنا نتوخى إعادة صياغته باللغة الفصحى .. للتبسيط والاختصار .. دون مساس بتراتبية السرد ، او الاحداث والأفكار .

       هالني كم الالم وعذابات التنقل والترحال التي عانى ويلاتها هذا الرجل .. وحيدا قطع الفيافي والقفار .. شظف العيش وقلة الزاد .. قاسى ويلات الجوع والعطش .. ونوائب الدهر .. وصروف القهر .. وكم هي المخاطر التي ترصدته وكادت ان تعلن نهاية الرحلة والترحال .. المسافات الطويلة .. الهلع والخشية من الملاحقات التي لا تنتهي .. تجربة فريدة قاسية .. وصبر جلد .. كان مثالا للرجل الذي لا يعرف اليأس طريق اليه .. ثابر .. وغامر .. وعاش شريدا طريدا بعيدا عن موطن الاهل .. وكم هي النهايات الحزينة مؤلمة .

     كتب احد افراد الاسرة ( السفير غيث سيف النصر ) معلقا على فحوى الكتاب : ” كتاب رى الغليل فى اخبار بنى عبالجليل بخط اليد كتبته محمد بن السلطان عبد الجليل بن غيث بن سيف النصر ، سلطان فزان منذ 1812 م ، وهو تاريخ انشقاقه على الحكم القرمانلى ، حتى مايو 1842 ، تاريخ مقتله وشقيقه سيف النصر وعدد كبير من افراد اسرته وجنوده مطلع العهد التركى الثانى ، على يد قوات الوالى على عشقر باشا ، بخديعة من القنصل البريطانى وارنجتون الذى كان يدعى صداقته ، والكاتب هو احد ابنائه الذين نجوا من المذبحة وتوجه شرقا الى الكفرة وسيوه وجنوب مصر الى القاهره ثم توجه الى الحجاز وقضى عامين هناك ، عاد بعدها الى مصر ، ومنها الى الاستانه مقر الخلافة العثمانية لتقديم شكواه للباب العالى ، إلا ان الهدايا التى سبقته اليها سدت الباب فى وجهه ، بل نُفى الى احدى الجزر التركية .. واستطاع ان يهرب من السجن ويصل الى تونس عن طريق مالطا ، ومنها توجه الى المغرب الاقصى قاصدا عمته شقيقة وازده زوجة احد سلاطين المغرب ، إلا انه خلال اقامته فى الجزائر كمرحله انتقالية ، اعتقلته السلطات الفرنسية التى كانت تحتل الجزائر وقتها ، ونفته مع مجموعه من الجزائريين الى فرنسا ، حيث انتهى فى باريس . وكتب مخطوطته هذه بعد عشر سنوات من مغادرته ارض الوطن ” .

        لم يذكر المؤلف في ثنايا المخطوط حادثة سجنه من قبل الفرنسيين ونفيه لباريس .. وارجعها الى اقتراح رفيقه الحاج عبدالرحمن الذي سئم ملاحقة والي بسكره ( الحاكم بأمر الفرنسيين ) .. وتهديده له بطرده منها قسرا .

         لم يخلو من تكرار للحادثة عينها ، وتقديم وتأخير ، وهي ايضا من دواعي اختيارنا لتنقيحه تجاوزا للتكرار .. وتبويبه الى فصول تتواءم ومراحل الرحلة ، والأماكن التي حل بها . 

 

رابط الكتاب على موقع امازون ( اضغط هنا )

 

 

 

كتابي ( صرخة الصحراء )

‫صرخة الصحراء: التجارب النووية الفرنسية بالصحراء الافريقية و احتلال فزان‬ (Arabic Edition) by [عبدالقادر الفيتوري]

 

والان كتابي الثاني يجد له مكانا على رف موقع ( امازون )
هذا الكتاب .. اريد له ان يكون اهداء الى معالي سفير الجمهورية الفرنسية بدولة ليبيا ، لإبراز حجم المآسي التي اقترفتها فرنسا في حق الشعب الليبي ، وأهل الصحراء الافريقية ، وإقليم فزان بوجه خاص ، بدءا من الآثار المزمنة للتجارب النووية بالصحراء ، الى احتلال فزان بالجنوب الليبي وسياسات الاغلاق والترهيب التي قاسى الساكنة ويلاتها خلال فترة احتلالها 1943 – 1956 ، الى التاريخ المعاصر ودورها في التعاطي مع المسألة الليبية ، وسياساتها المتلونة و المتغطرسة ، والمتقلبة من اقصى اليمين الى اقصى اليسار . وما اذا كان من حق الشعوب المستضعفة المطالبة بالتعويض عن الأضرار لحقت باوطانها ، والتي سوف يستمر أثرها البالغ لعقود وازمان ممتدة .
صورة من صور شتى تبرز مدى استغلال العالم المتقدم للعالم النامي ، دون اكتراث بتدمير المكان وافقار الحياة وحقوق البشر .. وتبقى الكلمات مجرد تأوهات تزفر بروائح كريهة ، روائح ارتكاب دولة عظمى لجرائم ضد الانسانية . على مرأى ومسمع ، تخرس الالسن ، يحدث هذا !!
هذا الكتاب رسالة الى الاجيال القادمة .. والحاضرة .. من اهلنا اهل الصحراء .. اتمنى ان يجد له قارئ
الكتاب في نسخة ورقية ربما الاسبوع القادم بمكتبة الفرجاني

كتابي ( المذهب الظاهري والمنطق )

واخيرا .. تطأ قدمي ارض موقع ( امازون ) .. وها هو كتابي ” المذهب الظاهري والمنطق عند ابن حزم ) يجد له مكانا على منصة الموقع .. ممهدا الطريق لبقية كتبي التي ستأتي تباعا .. ان كان في العمر بقية .. وكل الاماني ان ينال اعجاب القراء .. انه يوم اخر بالنسبة لي .. نبذه حول الكتاب :
( هذا الكتاب .. محاولة استشراف افاق فلسفة عربية ضمن دائرة الفكر العربي الاسلامي ، بعيدا عن اثار الفلاسفة الرسميين ( الكندي – الفارابي – ابن رشد ) ، الممثلون الشرعيون ” للفلسفة “الموروثة من اليونان . من خلال الاهتمام بنوع آخر من المفكرين المسلمين لا ينتمون إلى ” الفلاسفة ” الرسميين ، أعني الفقهاء ، وقد ظهر هذا الاتجاه في بحث الفكر الإسلامي لأول مرة في العالم العربي . يبدو أن أول من نادي به الشيخ مصطفي عبد الرازق في كتابه “تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية ” ، وكان من أهم من تبعه في ذلك تلميذه الدكتور على سامي النشار في دراسة لنيل درجة الماجستير نشرت بعنوان “مناهج البحث عند مفكري الإسلام واكتشاف المنهج العلمي في العالم الإسلامي” .
هذا الاتجاه الأخير هو من الأهمية بحيث لا يجب أن يبقي ممثلا للأقليّة القليلة ضمن الدائرة الواسعة التي تشمل الباحثين في الفكر العربي الإسلامي الآن . وذلك أن فكر الفقهاء يعتمد أولا في مادته على تقاليد وأفكار هي في أصلها إسلامية ، وتنتمي حضاريا إلى المنطقة الجغرافية التي تغطي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا . وكذلك فهو يعتمد اللغة العربية كعنصر أساسي لا هامشي بالنسبة للفكر العربي . وعلى هذا فان من الضروري أن نري المدى الذي ذهب إليه هؤلاء المفكرون ، اعني الفقهاء ، في تفكيرهم في القانون الإسلامي وفي اللغة العربية ، وما هي الأدوات التي ارتأوا أنها ضرورية لهم من اجل فهم أفضل لموضوعاتهم .
إن أهمية الأندلس وشمال إفريقيا لا تقتصر على مجرد كونها طريقا لانتقال الفكر العربي الإسلامي لأوروبا ولا أكثر من ذلك . فالأندلس وشمال إفريقيا (أو الغرب الإسلامي) كان لهما دورا هاما في إحياء وتطوير الفكر الإسلامي ، سواء في بداية نشأة الفكر العربي في الغرب الإسلامي ، أو عندما ابتدأت الحياة الفكرية في المشرق الإسلامي في الغروب .
في دراستنا سنحاول أن نبدأ في سد بعض الثغرات في موضوع أصالة ونضج فكر الفقهاء ومدي ما قدمه الغرب الإسلامي للفكر العربي الإسلامي .. وقد اخترت لذلك مفكرا وفقهيا يعد في طليعة مفكري المغرب الإسلامي ألا وهو علي بن حزم (384- 456 هـ) وكان تركيزي حول عمله في حقل المنطق بوجه خاص . لقد كان على من اجل فهم دقيق وواضح لموقف ابن حزم أن ادرس إسهامات ابن حزم في هذا الميدان في سياق مذهبه الظاهري الفقهي الذي كان بلا شك ماثلا ومؤثرا في تفكير ابن حزم عندما كتب في المنطق .)